مساعي الولايات المتحدة متواصلة لتفادي مواجهة عسكرية بين إسرائيل وإيران

خبر وتحليل

تواصل الولايات المتحدة مساعيها الديبلوماسية لتفادي مواجهة عسكرية جديدة بين ايران وحلفائها من جهة واسرائيل من جهة واخرى في اعقاب الاغتيالات التي قامت بها اسرائيل في لبنان وايران، وذلك في الوقت الذي تصل فيه الامدادات العسكرية الاميركية الى الشرق الاوسط لمساعدة اسرائيل في حال اندلاع القتال بينها وبين ايران.

تعمل ادارة الرئيس جوزف بايدن بالحاح على مسارين ديبلوماسيين متقاطعين في الشرق الاوسط، الاول : البحث المتجدد عن اتفاق لوقف اطلاق النار بين اسرائيل وحركة حماس يشمل تبادل الرهائن الاسرائيليين والاسرى الفلسطينيين. والثاني شنّ حملة ديبلوماسية تشمل تجنيد حلفاء واشنطن العرب ومن بينهم مصر والاردن وقطر للتدخل لدى طهران لتفادي الرد العسكري ضد اسرائيل انتقاما لاغتيال قادة حماس وحزب الله، او في حال اصبح الرد حتميا، ان يكون محدودا.

وعلى الرغم من الدعم الاميركي العلني لاسرائيل والذي تمت ترجمته بإرسال المزيد من السفن والطائرات الحربية الى المنطقة، الا ان المسؤولين الاميركيين لم يخفوا في إيجازاهم الخلفية مع المراسلين الاشارة الى استياء الرئيس بايدن من نتنياهو بعد مكالمته الهاتفية الاخيرة معه، لان اغتيال اسماعيل هنية هدد مفاوضات اطلاق سراح الرهائن والاسرى.

ويرى بعض المحللين الاميركيين ان نتنياهو الذي ربط مستقبله السياسي بالقضاء على حماس واضعاف ايران وحلفائها ، يرى في أي رد ايراني عسكري، فرصة لجر القوات الاميركية في المنطقة الى مشاركة اسرائيل في مواجهة عسكرية ضد ايران وحزب الله، وهو سيناريو لا تسعى اليه بالضرورة الحكومة الاميركية.

ولهذه الاسباب وغيرها، كثفت ادارة الرئيس بايدن هذا الاسبوع من مساعيها على مختلف الجبهات لاحتواء الحرب بين اسرائيل وحماس من جهة وتفادي حرب جديدة بين ايران واسرائيل من جهةاخرى. وهذا ما ادى الى اصدار الولايات المتحدة ومصر وقطر لبيان مشترك حضوا فيه اسرائيل وحماس على استئناف المفاوضات في منتصف الشهر الجاري للانتهاء من صياغة اتفاق وقف اطلاق النار واطلاق سراح الرهائن والاسرى، والقول ان " الوقت يفوت، ولم يعد هناك أي عذر لأي طرف لتأخير اضافي".

وواصلت الخارجية الاميركية تحركها على المسار الثاني، بعد اجتماع عقده الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس مع كبار المسؤولين عن الامن القومي في مطلع الاسبوع، لمناقشة الوضع الامني المتدهور في المنطقة. تبع ذلك اتصالات قام بها مسؤولون اميركيون من بينهم الرئيس بايدن ووزير الخارجية انتوني بلينكن مع قادة الاردن وقطر ومصر والعراق والطلب من هذه الدول التدخل لدى ايران وحضها على ان يكون أي رد عسكري ضد اسرائيل محدودا، وتفادي زج المنطقة في صراع شامل ومفتوح. وهناك تسليم اميركي بان المنطقة تنزلق باتجاه مواجهة جديدة بين ايران واسرائيل، وان السؤال الرئيسي هو ما هو مدى هذه المواجهة؟